السعوديون ينبهرون بسينما الطريق ويحققون حضوراً لافتاً في المسابقة
أفكار وطموحات يحاول السعوديون تحقيقها من خلال مهرجان أفلام من الإمارات

جريدة الرياض - ١٢/٠٣/٢٠٠٧

أبوظبي - تغطية/ مشعل العنزي:
في انطلاقة جديدة من فعاليات مسابقة أفلام من الإمارات في دورتها السادسة والتي تشهد حضورا بارزا للأفلام السعودية والتي بلغ عددها 18فيلما منها فلمان لطفلتين ويشارك منها 14فيلماً في المسابقة الخليجية وتمثلت في فيلم "طفلة السماء" للمخرج علي الأمير "الديموقراطية" لمشعل العنزي "هامش" لرجاء المطيري، "إطار" عبدالله العياف، "ليلة بدر" لممدوح سالم ،"تمرد" لعبدعزيز النجيم، "حمامة حرب" لبدر الحمود، "طريقة صعبة" لسمير عارف، "في النهاية لا أحد يفوز" للشابة العنود العيدي، "المسيار" لعبدالعزيز الربيع، "فوائد القطط" لخالد الدخيل، "بعيداً عن أنظار الكاميرا"، لنايف فايز، "مجرد يوم" لنواف المهنا و"عودة الماضي" للطفلة فرح عارف.
وتحدث المخرج ممدوح سالم صاحب أول تجربة رائدة في تنظيم أول مهرجان سينمائي سعودي الصيف الماضي وذلك تحت مسمى مهرجان جدة للعروض المرئية حول مشاركته بالمهرجان حيث أوضح أن تجمع المبدعين السعوديين في هذه التظاهرة دلالة على وجود طاقات سينمائية إبداعية قادمة ستنهض بالسينما السعودية وأنه متفائل بأن السعوديين في غضون السنوات القادمة سيكون لهم تجارب قوية ومتميزة وراقية ولعل التجارب الحالية دلالة على ذلك متمنياً أن يكون في المملكة مهرجان مماثل ليحتفي بالسينمائيين الخليجيين وعن فيلمه الأول ليلة البدر أوضح أنه يرصد عادات وتقاليد الفرح في مناسبات مختلفة في منطقة الحجاز متمنيا أن يحظى بإعجاب الجمهور.

ويعد المخرج الشاب علي الأمير من أوائل المخرجين السعوديين الذين شاركوا في مسابقة أفلام الامارات مع المخرجة السعودية هيفاء المنصور ضمن أفلام البانوراما العربية بفيلمي "حلم ضائع" وفيلم "أنا والآخر".

وتحدث الأمير عن مشاركته في هذه الدورة حيث قال "تأتي دورة هذا العام لتؤكد أن حضور المخرجين السعوديين دليل على حماسهم في تكوين قاعدة سينمائية سعودية ولو كانت المشاركة بأفلام ذات إمكانيات متواضعة وما شاهدته هذا العام من أفلام سعودية يدل على تطور الرؤية السينمائية لدى هؤلاء الشباب وتطلعهم إلى مستقبل سينمائي سعودي واعد ولكن لا يوجد جهة في المملكة قادرة على احتضان هذه المواهب وتوفير المناخ والإمكانيات التي تساعدهم على تطوير مواهبهم.

وما يميز هذه الدورة من المسابقة هي حلقة النقاش الليلية التي تمتد إلى ساعات الصباح الأولى ويتم فيها مناقشة ما تم عرضه من أفلام خليجية واماراتية في تلك الليلة، وتعد هذه النقاشات وحدها مكانا مميزا للتعارف وتعلم أساليب النقد السينمائي حيث يحضرها بعض المختصين في هذا المجال مثل المخرج البحريني بسام الذوادي والذي كان لقاؤه بالمخرجين الخليجيين مميزا وممتعا حيث أثرى النقاش بتجربته الشخصية واطلاعه في صناعة السينما مما أضفى على النقاش جوا من الفائدة المرجوة من مثل اللقاءات.

وقد نظم المهرجان رحلة غداء بحرية على شواطئ أبو ظبي لضيوف المسابقة والمشاركين وقد كانت رحلة ممتعة حيث كان الحديث عن مستقبل السينما مسيطرا على الأجواء التي رصدتها كاميرات القنوات الإماراتية الفضائية والصحافة الخليجية.

كما تم الإعلان في هذه الدورة عن تأسيس مجموعة سينمائية سعودية بمسمى "أفلام المملكة" والتي تهدف إلى إيجاد بيئة مناسبة لاحتضان المواهب السعودية وتوحيد الجهود والتعاون لصناعة أفلام على مستوى متقدم.

المخرجون السعوديون يملؤهم الحماس لصناعة أفلام روائية وتسجيلية وتحريك حيث تم مبدئيا الاتفاق على عدة مشاريع يأمل المخرجون على تنفيذها قريباً في ظل هذا الحماس والاحتضان الجميل الذي وجدوه من منظمي مسابقة أفلام الإمارات وعلى رأسهم أ.مسعود آمر الله آل علي والمخرج الإماراتي الشاب نواف الجناحي.

من الأفلام السعودية التي وجدت صدى جيدا ودار حولها نقاش طويل فيلم "طفلة السماء" الذي كان يحمل الكثير من الدلالات على وجود موهبة إخراجية حقيقية لمخرجه الشاب علي الأمير وكان حضور طفلة سعودية بفيلم تحريك مدعاة للفخر بوجود بذور لمواهب سينمائية واعدة حيث كان فيلم "عودة الماضي" لفرح عارف مميزا رغم صغر سنها.

وكان فيلم "في النهاية لا احد يفوز" للمخرجة الشابة العنود العيدي والذي صور في الولايات المتحدة الأمريكية والذي لم تصل رسالته بشكل جيد بسبب عدم وجود الترجمة العربية التي كانت ستساعد المشاهدين والذي ناقش العدوان الإسرائيلي على لبنان وقدمت وجهة نظرها والتي نالت استحسانا اثناء عرض الفيلم في الولايات المتحدة حيث بدا الكثير من زملائها الأمريكيين متفاجئين من الحقيقة في هذا الصراع الذي صوغ بلغة إعلامية أمريكية متحيزة. وتأمل الشابة العنود بأن تخدم قضايا الطفل العربي خصوصا في مجال حقوقه التي تعدها مغيبة في المجتمعات العربية حفل الافتتاح كان مميزا وبسيطا وقدم فيه فيلم "حكاية بحرينية" للمخرج بسام الذوادي حيث كان حضوره في حفل الافتتاح مشجعاً وداعماً للأفلام الخليجية التي تسعى إلى التطور وتنشد الكمال حيث تناول الفيلم قصة واقعية للمجتمع البحريني في فترة الستينات عندما كان الشارع البحريني يتنفس شعارات وأفكار الزعيم العربي جمال عبد الناصر، وكان التناول السياسي من خلال قصة اجتماعية ترتكز على الحب الذي لم يكتمل عقده بالزواج ما بين فاطمة عبد الرحيم وجمعان الرويعي، وتأتي خطوط الفيلم الدرامية على ذكر تاريخ دور السينما في البحرين.

النقاد المختصون لم يبخلوا بوقتهم وعلمهم وثقافتهم السينمائية على الشباب الخليجيين الذين وجدوا فيهم وسائل مساعدة وتوسيع أفق حول صناعة الفيلم.

قدم هذا العام تيمه سينمائية مهمة وهي "سينما الطريق" والتي كان فيها أفلام عالمية مميزة تحمل الكثير من المعاني والمشاعر الإنسانية الصادقة التي تفاعل معها الجمهور والمخرجون الشباب السعوديون ووجدوا فيها ضالتهم حيث تجدهم بعد مشاهدة مجموعة من هذه الأفلام يتحدثون بحماس وانبهار بروعتها وبساطتها.

يدرك المخرجون الإماراتيون الشباب مدى الصعوبات التي تواجه زملاءهم المخرجين السعوديين، وفي أكثر من مناسبة أعلن عدد منهم الاستعداد الكامل لتقديم المساندة والدعم للمخرجين السعوديين وعرضوا تجربتهم في صناعة مجموعات سينمائية وهذا يدل على روح التعاون والتكامل الذي ينشده أبناء منطقة الخليج.